منذ عدة أسابيع قمت بتجربة بيچو 508 GT Line الجديدة، ولم أتمكن من نشر تفاصيل هذه التجربة سريعا بسبب سفرى المتكرر خلال شهر سبتمبر. بيچو 508 GT Line تعتبر واحدة من أهم سيارات فئتها فى السوق المصرية، وكذلك أكثرها إثارة للجدل. سيارة بيچو خرجت بملامح ملفتة جدا وتصميم مختلف، يجعلها فعلا سيارة جديدة تماما، مختلفة تماما عن الجيل الأول، وقد لا تعتبر امتدادا حقيقيا له. بيچو 508 الجديدة أقرب لفئة الكوبية ذو الأبواب الأربعة 4doors Coupé، وهذا بالتأكيد أثر بشكل كبير على هويتها.
فى باريس
أذكر تعليقى الأساسى على الموديل الثانى للجيل الأول أو الـ Facelift وكنت وقتها أختبر السيارة فى باريس. انطباعاتى وقتها كلها كانت فى اتجاه أن هذه السيارة مناسبة جدا للمديرين والأشخاص الذين يفضلون الجلوس فى الخلف، وترك مهمة القيادة لسائق. المساحة الخلفية كانت جيدة، الخصوصية التى توفرها السيارة أيضا كانت ملاحظة جدا. وقتها كتبت أن 508 حل بديل ورخيص للسيارات الألمانية التى تأتى من نفس الفئة أو الفئات الأكبر. كل هذا أصبح مختلفا مع السيارة الجديدة أو الجيل الثانى. التصميم أقرب إلى فئة الكوبية، ما يعنى انخفاض خط السقف مع القائم الثالث أو الأخير، وهو ما يعنى أن السيارة لم تعد توفر السهولة والسلاسة المطلوبة عند الدخول والخروج إلى المقاعد الخلفية كما وفرت فى الجيل الأول. لذلك فقدت سمة من شخصيتها بالتأكيد، ولكن فى المقابل اكتسبت سمات متعددة أخرى، سوف نتحدث عنها بالتفصيل.
تفاصيل مبهرة
قمت بقيادة السيارة لأسبوع كامل، داخل المدينة وعلى الطرق السريعة وأيضا قمت بقيادتها قيادة رياضية سريعة لأتعرف على ردود الفعل، وإلى أى مدى السيارة قادرة على تنفيذ الأوامر. الملاحظة الأولى، وحتى قبل القيادة. سوف تلاحظ قدرة السيارة على خطف الأنظار. خطوط التصميم طاغية جدا، ومع ميل التصميم لأسلوب الكوبية، شكل السيارة أصبح مثير جدا، المصابيح الأمامية والخلفية ترحب بالسائق وتودعه أيضا من خلال Light show عند فتح السيارة أو إغلاقها. كل التفاصيل الخارجية مبهرة.
من الداخل
من الداخل السيارة لا تقل فى الإبهار عن الخارج. ولكن هناك بعض الملاحظات، شاشة العدادات بطيئة نسبيا، الجرافيك متأخر إلى حد ما. الشاشة الرئيسية كبيرة ١٠ بوصة وتعمل باللمس، ولكن استخدامها سوف يتطلب بعض الوقت حتى تتعامل معها بسهولة، السيارة مزودة بنظام Car play الخاص بأپل، وكذلك أندرويد أوتو، وهى تسهل عملية التعامل مع الشاشة وتجعلها مألوفة. سوف تجد وصلات USB وكذلك يوجد شاحن لاسلكى للهواتف الذكية المجهزة بتلك الميزة.
بيئة رياضية
بيچو 508 GT LINE توفر بيئة داخلية رياضية جدا، وتوفر أيضا نظام إضاءة داخلى بأنماط يتم اختيارها Relax الذى يضيء المقصودة بإضاءة زرقاء، و Boost إضاءته حمراء. المقاعد مريحة ولا تصيبك بالإرهاق فى الرحلات الطويلة، ومجهزة بخاصية المساچ ببرامج متعددة. السيارة مبنية على قاعدة عجلات طولها ٢٫٧٩ متر، وهى أطول من قاعدة عجلات أوپل إنسجنيا التى تبلغ ٢٫٧٣ متر. طول قاعدة العجلات هى أبرز العناصر التى تؤثر على طول مساحات الأرجل بشكل خاص وعلى مساحة المقصورة بشكل عام. الدخول والخروج للمقاعد الخلفية ليس سلسا جدا، ولكن بمجرد جلوسك سوف تجد المساحات جيدة جدا.
الأداء
محرك السيارة ٤ سلندر، سعته ١٦٠٠ سى سى. قوته ١٦٥ حصان وعزمة ٢٤٠ نيوتن متر عند معدل دوران منخفض للمرة ١٤٠٠ د.ق. ناقل الحركة أوتوماتيكى ٦ سرعات. أداء السيارة جيد، وتسارعها من الثبات إلى الـ ١٠٠ كم/س عند ٨٫٧ ثانية. السيارة ثابتة أيضا على السرعات العالية، وأقصد التى تتجاوز ١٨٠ كم/س، سوف تشعر بأنك داخل سيارة ألمانية الصنع فى مستوى الثبات ومستوى العزل أيضا.
التحكم
الجزئية المبهرة فعلا حول بيچو 508، من وجهة نظرى هى القيادة. بالرغم من أن السيارة تعتبر طويلة، إلى أنا التحكم أو الـ Handling رائع، الشاسية ونظام التعليق والتوجيه، جميع العناصر توفر رد فعل رائع فى المنعطفات، بصراحة اداء السيارة كان مفاجئ لى فى هذه الجزئية. عجلة القيادة تكمل منظومة التحكم فى هذه السيارة. الفكرة فى حجمها الصغير وتصميمها المستطيل، وهى توفر قبضة رائعة، وأعتقد أنها أقرب عجلة قيادة فى سيارة تجارية من فئة السيدان، لتلك المستخدمة فى سيارات الفورميولا-١.
أخيرا
إذا أردنا تلخيص هذه التجربة، بعد قيادة لمسافة تجاوزت ٧٠٠ كيلومترا. سوف أقول أن بيچو 508 سيارة مبهرة فعلا، التصميم والتفاصيل الرياضية المنتشرة، والمقصورة وحداثتها. باختصار سوف تعجب بكل ما تقع عينك عليه. فى المقابل فإن السيارة تفتقد الشخصية الصريحة! لها طابع رياضى واضح بالطبع، وفى المقابل لها طابع فاخر وأخر حديث جدا. افتقاد الشخصية الصريحة ليس عيبا بالضرورة، لأنه يمكن القول بسهولة أن 508 تخدم أذواق مختلفة ومتعددة. سعر فئة GT Line يبلغ ٦٢٩،٩٩٠ ألف جنيه، وهى أغلى من الفئة السابقة لها أو Allure بما يعادل ٨٠ ألف جنيه. هل تستحق الكماليات والتجهيزات هذا المبلغ؟! أعتقد إجابة هذا السؤال سوف يحددها مدى التميز الذى يسعى له العميل.
